مقدمة: لماذا يُعتبر التعدين في الذهب صناعة استراتيجية؟ التعدين في الذهب يمثل واحدة من أقدم الصناعات في التاريخ، حيث بدأت مصر الفرعونية استغلال الذهب منذ أكثر من 3000 عام. الذهب ليس مجرد معدن ثمين، بل رمز للثروة والاستقرار الاقتصادي، ويُستخدم كملاذ آمن في الأسواق العالمية. في مصر، تُعد المناطق مثل الصحراء الشرقية، وخاصة البحر الأحمر وشلاتين، من أغنى المناطق بالرواسب الذهبية، مما يجعلها محط أنظار المستثمرين والشركات التعدينية. هذا المقال يستعرض التعدين في الذهب بشكل عام، مع التركيز على الفرص والتحديات في البحر الأحمر وشلاتين، مع نصائح لتحسين هذه الصناعة. التعدين في الذهب: المراحل والتقنيات يتضمن التعدين في الذهب عدة مراحل رئيسية: الاستكشاف الجيولوجي، التنقيب، الاستخلاص، والمعالجة. يبدأ الاستكشاف بدراسات لتحديد الرواسب الذهبية في الصخور أو التربة باستخدام تقنيات حديثة مثل الاستشعار عن بُعد والذكاء الاصطناعي. بعد ذلك، يتم استخدام معدات مثل الكسارات، الطواحين، وأحواض الغمر (Vat Leach Pads) لتفتيت الصخور واستخلاص الذهب باستخدام طرق فيزيائية وكيميائية آمنة، مثل الترشيح بالكربون النشط. في العالم، تتصدر دول مثل جنوب إفريقيا وأستراليا إنتاج الذهب، بينما تُظهر مصر، وخاصة البحر الأحمر، إمكانيات كبيرة لتصبح مركزًا جديدًا. التعدين يُعزز الاقتصاد المحلي، لكنه يتطلب استثمارات كبيرة وتزامنًا مع الاستدامة البيئية لضمان استمرارية الموارد. التعدين في الذهب في البحر الأحمر: مركز الثروة المعدنية يُعد البحر الأحمر من أهم المناطق التعدينية في مصر، حيث يقع على امتداد الدرع العربي النوبي، وهو منطقة جيولوجية غنية بالذهب، النحاس، والفضة. يضم البحر الأحمر مدنًا مثل مرسى علم وشلاتين، التي تحولت إلى مراكز رئيسية لأنشطة التعدين. منجم السكري، الموجود بالقرب من البحر الأحمر، يُعد واحدًا من أكبر المناجم الذهبية في مصر، حيث أنتج أكثر من 34 طنًا من الذهب، بينما يُقدر احتياطي جبل إيقات بأكثر من مليون أوقية، مما يجعله وجهة استثمارية جذابة. تؤثر الاضطرابات الجيوسياسية في المنطقة على أسعار الذهب عالميًا، لكن البنية التحتية المتقدمة، مثل طرق شلاتين-سوهين والموانئ، تدعم عمليات التعدين والتصدير، مما يعزز مكانة البحر الأحمر كمركز تعديني إقليمي. شلاتين: عاصمة التعدين في الصحراء الشرقية تقع شلاتين في محافظة البحر الأحمر، وتُعتبر بمثابة "عاصمة التعدين" في الصحراء الشرقية بمصر. تشرف شركة شلاتين للثروة المعدنية، بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية، على استغلال المناطق الامتيازية مثل جبل إيقات وديفيت. يتم استخدام تقنيات حديثة مثل الكسارات الفكية والمخروطية، والطواحين، وأحواض الغمر لاستخلاص الذهب بكفاءة عالية. في السنوات الأخيرة، تم الكشف عن رواسب ذهبية جديدة في شلاتين، مما يعزز مكانتها كوجهة تعدينية رائدة. يركز التعدين هناك على الاستدامة البيئية من خلال إدارة المخلفات في مناطق تخزين آمنة (TSF) واستخدام مواد كيميائية آمنة مثل الجين شان. كما يوفر التعدين فرص عمل للأهالي، مساهمًا في الازدهار الاقتصادي والاجتماعي للمنطقة. تحديات وفرص التعدين في البحر الأحمر وشلاتين التحديات: الظروف البيئية القاسية في الصحراء الشرقية. الحاجة إلى استثمارات كبيرة في البنية التحتية. الالتزام بمعايير البيئة الدولية لتجنب التلوث. الفرص: الاحتياطيات الذهبية الكبيرة في المنطقة. دعم الحكومة للاستثمار التعديني. الجاذبية للشركات الدولية بسبب الموقع الاستراتيجي.