تُعد شركة أم الطيور للتعدين واحدة من الشركات الواعدة في مجال استخراج الذهب في مصر، حيث تعمل في منطقة امتياز تقع بالقرب من مدينة الشلاتين في محافظة البحر الأحمر. تجمع الشركة بين موقع استراتيجي وجيولوجيا غنية بالمعادن، مما يجعلها لاعبًا مهمًا في صناعة التعدين المصرية. في هذه المقالة، نستعرض تفاصيل موقع الشركة، أنشطتها، والسمات الجيولوجية المميزة للمنطقة التي تعمل فيها. موقع شركة أم الطيور للتعدين تقع منطقة امتياز شركة أم الطيور على بُعد حوالي 170 كيلومترًا من مدينة الشلاتين، التي تبعد بدورها حوالي 990 كيلومترًا عن القاهرة. تمتد هذه المنطقة على مساحة 9.24 كيلومتر مربع، ويمر بها الطريق الأسفلتي الذي يربط بين شلاتين وسوهين، مما يسهل الوصول إليها. أما عمليات استخراج الذهب فتقع خارج منطقة الامتياز، على بُعد حوالي 5 كيلومترات من موقع أنشطة التعدين الرئيسية للشركة. هذا الموقع الاستراتيجي يضع الشركة في قلب الصحراء الشرقية، وهي منطقة معروفة بثرواتها المعدنية الوفيرة. الجيولوجيا الفريدة للمنطقة تتميز المنطقة التي تعمل فيها شركة أم الطيور بجيولوجيا معقدة وغنية، حيث تقع ضمن نطاق الهيكل التركيبي العلاقي - هياناي، وهو جزء من حدود التضاريس التي تحتوي على شظايا الأفيوليت. تمتد منطقة القص الرئيسية في الجزء الجنوبي باتجاه شرق-غرب، ثم تأخذ اتجاهًا شماليًا في أقصى الغرب، وهي جزء من هيكل تركيبي أوسع يمتد لمسافة تصل إلى 250 كيلومترًا غربًا. تتأثر المنطقة أيضًا بهياكل تركيبية أخرى مثل أونيب - صول حمد (شمال شرق - جنوب غرب) ومنطقة قص هاميزانا (شمال - جنوب) التي تمتد إلى السودان. تغطي المنطقة مجموعة متنوعة من الصخور التي تشكل أساس ثرواتها المعدنية، ويمكن تقسيمها إلى ثلاث وحدات رئيسية: الرسوبيات المتحولة تشغل هذه الصخور معظم مساحة المنطقة، خاصة الجزء الغربي، وتتكون من جبال متوسطة إلى عالية الارتفاع. تتميز بحبات دقيقة تتداخل مع طبقات من الرواسب البركانية، وهي صخور مهشمة وشديدة التورق. توجد هذه الصخور في وضع تماس تركيبي مع صخور السربنتين، وتتخللها عروق وعريقات من الكوارتز الغنية بأكاسيد الحديد، مما يشير إلى إمكانات معدنية كبيرة. صخور السربنتين تُعد الوحدة الصخرية الرئيسية في المنطقة، وتتكون من سربنتين كتلي متبادل مع صخور التلك. تتميز هذه الصخور بطبيعتها الجبلية العرة وعلوها الشاهق، وتتنوع ألوانها بين الأخضر والرمادي والبني. تحتوي على عريقات من الماجنزيت وعدسات الكروميت، وتتداخل معها صخور التلك كربونات على امتداد نطاقات القص والتماس، مما يعزز من قيمتها الجيولوجية. الجابرو تظهر صخور الجابرو في الجزء الشمالي من المنطقة، وتتراوح حبيباتها بين المتوسطة والكبيرة. تتميز باللون الأخضر إلى الأسود المخضر، وتأخذ أشكالًا متورقة أو مهشمة أو طباقية. توجد في وضع تماس تكتوني مع صخور السربنتين والرسوبيات المتحولة، وتغطيها في بعض المناطق طبقة من الرواسب الوديانية السطحية بسمك يصل إلى 8 أمتار. بالإضافة إلى ذلك، يوجد نطاق تغاير غني بالحديد والكاولين بسمك حوالي 50 مترًا وطول 500 متر، يمتد باتجاه شمال شرق - جنوب غرب، وهو يتماشى مع اتجاه القص السائد في المنطقة. هذه الرواسب السطحية تحتوي على حبيبات غير متماسكة ومتفاوتة الحجم، وقد شهدت أعمال تعدين قديمة، مما يعكس تاريخ المنطقة الطويل في استغلال مواردها. أهمية المنطقة للتعدين تقع منطقة عمل شركة أم الطيور ضمن الدرع العربي النوبي، وهو أحد أقدم التكوينات الجيولوجية في العالم، مما يجعلها غنية بالذهب والمعادن الأخرى. التنوع الجيولوجي بين الرسوبيات المتحولة وصخور السربنتين والجابرو يوفر بيئة مثالية لاستخراج الذهب، خاصة مع وجود عروق الكوارتز وعدسات الكروميت. كما أن قرب المنطقة من الطريق الأسفلتي يعزز من كفاءة العمليات اللوجستية، بينما يظل التحدي الأكبر في استدامة الأنشطة التعدينية وضمان استغلال الموارد بشكل مسؤول. تجمع شركة أم الطيور للتعدين بين موقع متميز وجيولوجيا غنية، مما يضعها في صدارة الجهود المصرية لتطوير صناعة التعدين. المنطقة التي تعمل فيها ليست مجرد موقع لاستخراج الذهب، بل هي شاهد على تاريخ جيولوجي معقد يمتد لملايين السنين. مع استمرار الشركة في استكشاف وتطوير أنشطتها، تظل الشلاتين ومحيطها نقطة جذب للباحثين عن الثروات المعدنية والمهتمين بدراسة الأرض وتكويناتها.
